القليل من الملح - القيم واحترام الآخر - سادس ابتدائي
الفصل الدراسي الأول
المحور الثاني: علاقاتي مع الآخرين
الفصل الدراسي الثاني
المحور الرابع: مسئولياتي تجاه نفسي وعالمي
۹۷ المِحْوَرُ الثَّالِثُ : مُجْتَمَعِي القِيمَةُ : المَوْضُوعِيَّةُ % المَوْضُوعِيَّةُ تُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ مَا يَحْدُثُ مِنْ حَوْلِنَا فِي مُجْتَمَعِنَا بِشَكْلٍ دَقِيقِ وَسَلِيم. القليل من الملح دَقَّ الجَرَسُ، فَأَسْرَعَتْ «ندى» لِفَتْحِ البَابِ لاسْتِقْبَالِ صَدِيقَتَيْهَا اللَّتَيْنِ أَقْبَلَتَا لِقَضَاءِ اليَوْمِ مَعَهَا وَمَعَ أُخْتِهَا «ليلى» قَبْلَ انْتِهَاءِ إِجَازَةِ نِصْفِ العَامِ، كَانَتْ «ليلى» تَنْتَظِرُهُمَا بِغُرْفَةِ المَعِيشَةِ، وَقَدْ أَعَدَّتِ العَدِيدَ مِنَ الشَّطَائِرِ الشَّهِيَّةِ وَالعَصَائِرِ.. جَلَسْنَ مَعًا جَمِيعًا يَتَبَادَلْنَ أَطْرَافَ الحَدِيثِ، فَتَرْوِي كُلُّ مِنْهُنَّ شَيْئًا مِمَّا حَدَثَ مَعَهَا فِي أَثْنَاءِ الإِجَازَةِ وَهُنَّ مُسْتَمْتِعَاتٌ بِتَنَاوُلِ الطَّعَامِ الشَّهِيِّ، وَسَأَلَتْهُمَا «ليلى»: «مَا رَأَيْكُمَا فِي الغَدَاءِ؟»، شَكَرَتَاهَا وَهُمَا تُثْنِيَانِ عَلَى جَوْدَةِ الأَصْنَافِ المُخْتَلِفَةِ، وَقَالَتَا إِنَّ الطَّعَامَ شَهِيٌّ وَلَكِنْ يَنْقُصُهُ قَلِيلٌ مِنَ المِلْحِ فَابْتَسَمَتْ «لیلی»، لَكِنَّهَا شَعَرَتْ بِالإِحْرَاجِ.

الموضوعية تساعدنا على فهم ما يحدث من حولنا في مجتمعنا بشكل دقيق وسليم
القليل من الملح
اقْتَرَحَتْ «ندى» أَنْ يَلْعَبْنَ لُعْبَةَ بِدُونِ كَلَامٍ» فَوَافَقْنَ جَمِيعًا وَقَسَّمْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِفَرِيقَيْنِ، وَفِي أَثْنَاءِ اللَّعِبِ قَالَتْ «سارة» فَجْأَةً: «لَقَدْ مَلِلْتُ هَذِهِ اللُّعْبَةَ، فَلْنَقُمْ بِشَيْءٍ جَدِيدٍ».. افْتَرَحَتْ إِحْدَاهُنَّ أَنْ يُشَاهِدْنَ فِيلْمًا، وَهُنَا أَسْرَعَتْ «ليلى» قَائِلَةً: «سَأَخْتَارُ أَنَا الفِيلْمَ، فَلَدَيَّ مَا يَجِبُ أَنْ تُشَاهِدْنَهُ وَسَتُعْجَبْنَ بِهِ كَثِيرًا»، وَقَامَتْ بِتَشْغِيلِ فِيلْمِهَا المُفَضَّلِ الَّذِي اقْتَرَحَتْهُ وَجَلَسْنَ جَمِيعًا لِيَسْتَمْتِعْنَ بِمُشَاهَدَتِهِ.. حِينَ انْتَهَى الفِيلْمُ تَبَايَنَتِ الآرَاءُ، فَأُعْجِبَتْ بِهِ إِحْدَاهُمَا وَذَكَرَتِ الأُخْرَى بَعْضَ المُلَاحَظَاتِ عَلَيْهِ.. شَعَرَتْ «ليلى» بِالضّيقِ مِنْ رُدُودِ أَفْعَالِهِمَا، وَسَرْعَانَ مَا تَرَكَتِ المَكَانَ مُتَّجِهَةً إِلَى غُرْفَتِهَا، تَعَجَّبْنَ جَمِيعًا مِنْ رَبِّ فِعْلِهَا، فَاسْتَأْذَنَتْ «ندى» صَدِيقَتَيْهَا وَذَهَبَتْ لِتَرَى أُخْتَهَا وَتَفْهَمَ مِنْهَا مَا الَّذِي أَغْضَبَهَا. ۹۸ فا

اقترحت ندى أن يلعبن لعبة بدون كلام فوافقن جميعا وقسمن أنفسهن لفريقين
११ قَالَتْ «ليلى»: «أَنَا حَزِينَةٌ؛ لأَنَّ اخْتِيَارَاتِي لَا تَحْطَى دَائِمًا بِإِعْجَابِ الجَمِيعِ»، فَقَالَتْ «ندى» بِهْدُوءٍ: «لَا تَحْزَنِي يَا (ليلى)، لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَظُنِّينَ، فَقَدْ أُعْجِبَتْ كُلُّ مِنْهُمَا بِكُلِّ شَيْءٍ وَتَقْضِيَانِ وَقْتًا مُمْتِعًا بِالفِعْلِ»، فَهَتَفَتْ «ليلى»: «لَكِنَّهُمَا قَالَتَا إِنَّ الطَّعَامَ يَنْقُصُهُ مِلْحٌ وَإِنَّ الفِيلْمَ لَمْ يُعْجِبْهُمَا.. احْتَضَنَتْهَا أُخْتُهَا وَذَكَّرَتْهَا بِأَنَّ صَدِيقَتَهُمَا «سارة» أَصَابَهَا المَلَلُ مِنَ اللُّعْبَةِ الَّتِي افْتَرَحْتُهَا وَرَغْمَ ذَلِكَ لَمْ أَشْعُرُ بِالضّيقِ، ثُمَّ قَالَتْ: «إِنَّ الاخْتِلَافَ فِي الرَّأْيِ لَا يُفْسِدُ للوُدِّ قَضِيَّةٌ وَمِنَ الطَّبيعي أنْ تَخْتلِفَ آرَاؤُنَا».

قالت ليلى أنا حزينة لأن اختياراتي لا تحظى دائما بإعجاب الجميع
فَكَّرَتْ «ليلي» قَلِيلًا وَقَدْ بَدَا أَنَّهَا صَارَتْ أَكْثَرَ هُدُوءًا، ثُمَّ قَالَتْ: «أَنْتِ مُحِقَّةٌ يَا (ندى)، فَرُبَّمَا بَالَغْتُ فِي رَةٌ فِعْلِي، وَمِنَ الرَّائِعِ أَنَّكِ سَاعَدْتِنِي فِي رُؤْيَةِ الأُمُورِ بِشَكْلٍ مَوْضُوعِيٌّ»، وَقَالَتْ بِحَرَج: «وَأَظُنُّ أَنَّهُ يَجِبُّ أَنْ أَعْتَذِرَ لَهُمَا عَلَى تَصَرُّفِي الْمُفَاجِيَّ»، فَابْتَسَمَتْ «ندى» فِي سَعَادَةٍ وَقَالَتْ مُشَجِّعَةً أُخْتَهَا: «هَيَّا بِنَا نَسْتَمْتِعْ مَعًا بِبَقِيَّةِ اليَوْمِ ».. وَعِنْدَ دُخُولِهِمَا مَرَّةً أُخْرَى غُرْفَةَ المَعِيشَةِ، ضَحِكَتْ «ندى» وَهِيَ تَنْظُرُ لأُخْتِهَا وَتَهْمِسُ قَائِلَةً: «انْظُرِي، جَمِيعُ الأَطْبَاقِ فَارِغَةٌ!»، فَضَحِكَتْ «ليلى» أَيْضًا وَقَدْ أَدْرَكَتْ أَنَّ الطَّعَامَ الَّذِي أَعَدَّتْهُ نَالَ إِعْجَابَهُمَا.

فكرت ليلي قليلا وقد بدا أنها صارت أكثر هدوءا ثم قالت

