القسم - القيم واحترام الآخر - سادس ابتدائي
الفصل الدراسي الأول
المحور الثاني: علاقاتي مع الآخرين
الفصل الدراسي الثاني
المحور الرابع: مسئولياتي تجاه نفسي وعالمي
الِمِحْوَرُ الثَّالِثُ : مُجْتَمَعِي القِيمَةُ : الوَفَاءُ P مَا أَجْمَلَ الحَيَاةَ إِذَا الْتَزَمَ كُلٌّ مِنَّا بِكَلِمَتِهِ وَتَحَمَّلَ مَسْئُولِيَّةَ أَفْعَالِهِ ! %6 اسْتَمَعَ «صالح» لِوَالِدِهِ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ فِي الْهَاتِفِ وَقَدْ بَدَا عَلَيْهِ السُّرُورُ، قَبْلَ أَنْ يَقُولَ فِي نِهَايَةِ المُكَالَمَةِ: «مُبَارَكٌ يَا (طارق)، سَوْفَ نَحْضُرُ جَمِيعًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ».. وَفَوْرَ انْتِهَائِهِ، سَأَلَهُ «صالح» مُتَحَمِّسًا: «أَيْنَ سَنَذْهَبُ يَا أَبِي؟»، فَأَجَابَ الوَالِدُ: «لَقَدْ أَنْهَى (طارق) ابْنُ عَمِّكَ دِرَاسَتَهُ الجَامِعِيَّةَ بِكُلّيّةِ الطِّبِّ، وَقَدِ اتَّصَلَ لِيَدْعُونَا لِحُضُورِ حَفْلِ تَخَرُّجِهِ، يَجِبُ أَنْ نَسْتَعِدَّ للسَّفَرِ السَّبْتَ المُقْبِلَ».

ما أجمل الحياة إذا التزم كل منا بكلمته وتحمل مسئولية أفعاله !
القسم
بهم صَبَاحَ يَوْمِ السَّبْتِ وَصَلَتْ أُسْرَةُ «صالح» فِي المَوْعِدِ المُحَدَّدِ إِلَى مَسْرَحِ الجَامِعَةِ؛ حَيْثُ سَتْقَامُ فَاعِلِيَّاتُ حَفْلِ التَّخَرُّجِ.. لَدَى وُصُولِهِمْ وَجَدُوا وَالِدَ «طارق» فِي انْتِظَارِهِمْ، فَرَكَّبَ وَقَادَهُمْ إِلَى الأَمَاكِنِ المُخَصَّصَةِ لَهُمْ ، بَدَأَ الحَفْلُ بِكَلِمَةِ رَئِيسِ الجَامِعَةِ وَتَهْنِئَةِ الطَّلَّابِ عَلَى التَّخَرُّحِ، ثُمَّ أَخَذَ الأَسَاتِذَةُ يُنَادُونَ الطُّلَّابَ طَالِبًا بَعْدَ آخَرَ، وَيُقَدِّمُونَ لَهُمْ شَهَادَاتِ التَّخَرُّجِ، وَحِينَ ذُكِرَ اسْمُ «طارق» صَفَّقَ أَفْرَادُ العَائِلَةِ كُلُّهُمْ بِفَخْرٍ وَابْتِهَاجِ كَبِيرَيْنِ، بَعْدَ ذَلِكَ اصْطَفَ الطُّلابُ فِي مَشْهَدٍ رَائِعٍ؛ اسْتِعْدَادًا لأَدَاءِ «قَسَمِ الأَطِباءِ»، وَأَعْجِبَ "صالح" بِمَا سَمِعَهُ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَتَسَاءَلُ فِي نَفْسِهِ: «مَا مَعْنَى هَذَا الكَلَامِ؟ وَلِمَاذَا يُرَدِّدُونَهُ؟». ١٠٧ .1

قسم الأطباء في فعاليات التخرج
بَعْدَ انْتِهَاءِ الحَفْلِ جَاءَ «طارق» وَقَامَ الجَمِيعُ بِتَحِيَّتِهِ وَالمُبَارَكَةِ لَهُ، وَهُنَا انْتَهَزَ «صالح» الفُرْصَةَ لِيَسْأَلَهُ: «مَا مَعْنَى هَذَا الكَلَامِ الَّذِي رَدَّدْتُمُوهُ مَعًا فِي نِهَايَةِ الحَفْلِ؟!»، فَأَجَابَهُ «طارق»: «هَذَا قَسَمُ الأَطِبَّاءِ، وَهُوَ وَعْدٌ بِصَوْنِ رُوحِ الإِنْسَانِ وَالحِفَاظِ عَلَى صِحَّةِ وَأَسْرَارِ المَرْضَى، وَأَنْ يَقُومُوا بِدَوْرِهِمْ فِي جَمِيعِ الظُّرُوفِ وَتَحْتَ أَيّ ضَغْطِ، وَأَلَّا يُمَيِّزُوا فِي العِلَاجِ بَيْنَ المَرْضَى وَلَوْ كَانُوا مِنَ الأَعْدَاءِ!»، فَسَأَلَهُ «صالح» مُتَعَجِّبًا: «وَهَلْ حَقًّا يَفِي جَمِيعُ الأَطِبَّاءِ بِالقَسَمِ؟»، فَقَالَ «طارق»: «بِالطَّبْعِ، فَهُوَ أَسَاسُ رِسَالَةِ الطَّبِيبِ وَدَوْرِهِ فِي الحَيَاةِ». ١٠٨ ؟

معنى قسم الأطباء
1.9 فَكَّرَ «صالح» قَلِيلًا، ثُمَّ سَأَلَ مَرَّةً أُخْرَى: «وَهَلْ مِهْنَةُ الطَّبيب هِيَ المِهْنَةُ الوَحِيدَةُ الَّتِى تَلْتَزِمُ بِأَدَاءِ القَسَمِ وَالحِرْصِ عَلَى الوَفَاءِ بِهِ ؟!».. هَزَّ «طارق» رَأْسَهُ نَافِيًا وَهُوَ يَشْرَحْ لَهُ، فَقَالَ: «هُنَاكَ بَعْضُ المِهَنِ الَّتِي لَهَا قَسَمٌ صَرِيحٌ يُقْسِمُهُ أَبْنَاؤُهَا كَالمُحَامِي وَالجُنْدِي وَالطَّبِيبِ، لَكِنَّ هَذَا لَا يَعْنِي أَنَّ المِهَنَ الَّتِي لَيْسَ لَهَا قَسَمٌ يُؤَدَّى لَا تَتَّسِمُ بِمُوَاصَفَاتِ الوَفَاءِ وَالأَمَانَةِ فِي تَأْدِيَةِ العَمَلِ، فَجَمِيعُ المِهَنِ تَخْدِمُ المُجْتَمَعَ بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ، وَلِهَذَا فَهِيَ تَتَطَلَّبُ الأَمَانَةَ وَالوَفَاءَ فِي تَأْدِيَتِهَا، وَهُوَ مَا يُؤَدِّي إِلَى تَقَدَّمِ المُجْتَمَع»، وَهُنَا هَتَفَ «صالح»: «لَدَيَّ فِكْرَةٌ»، ثُمَّ قَالَ لِـ«طارق» وَلِجَمِيعِ أَفْرَادِ الأَسْرَةِ: سَأَكْتُبُ مَعَ زُمَلَائِي قَسَمَّا خَاصَّا بِالتَّلَامِيذِ نُؤَدِّيهِ فِي بِدَايَةِ العَامِ الدِّرَاسِيُّ، وَنَتَعَاهَدُ فِيهِ عَلَى بَذْلِ أَقْصَى جُهْدٍ فِي الانْتِبَاهِ فِي أَثْنَاءِ الحصصِ، وَفِي المُذَاكَرَةِ، وَأَنْ يُسَاعِدَ بَعْضُنَا بَعْضًا وَأَنْ نَتَحَمَّلَ المَسْئُولِيَّةَ، وَأَنْ نَبِّزُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنَفِيَ بِهَذَا العَهْدِ سُرَّتِ العَائِلَةُ بِفِكْرَةِ «صالح» الرَّاقِيَةِ، وَشَجَعَهُ «طارق» ابْنُ عَمِّهِ، وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ القَسَمَ عِنْدَ الانْتِهَاءِ مِنْ تَدْوينِهِ، فَوَعَدَهُ «صالح» بِذَلِكَ.

هل مهنة الطب هي المهنة الوحيدة التي تلتزم بأداء القسم والحرص على الوفاء به

