أساور الصديقات - القيم واحترام الآخر - سادس ابتدائي
الفصل الدراسي الأول
المحور الثاني: علاقاتي مع الآخرين
الفصل الدراسي الثاني
المحور الرابع: مسئولياتي تجاه نفسي وعالمي
الِمِحْوَرُ الْأَوَّلُ : أَكْتَشِفُ ذَاتِي القِيمَةُ : الاعْتِدَالُ %6 الاعْتِدَالُ هُوَ التَّوَسُّطُ فِي الأَفْعَالِ وَعَدَمُ المُبَالَغَةِ أَوِ الْإِهْمَالِ. أَسَاوِرُ القَدِيقَاتِ «سَوْفَ أَصْنَعُ لَكُنَّ جَمِيعًا أَسَاوِرَ جَمِيلَةٌ كَسِوَارِي لِنَرْتَدِيَهَا مَعًا يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ!»، كَانَ هَذَا مَا ㅎㅎ قَالَتْهُ «سالي» بِحَمَاسِ وَانْدِفَاعِ حِينَ أَبْدَتْ صَدِيقَاتُهَا إِعْجَابَهُنَّ بِسِوَارِهَا الجَمِيلِ، وَانْهَلْنَ عَلَيْهَا جَمِيعًا بِطَلَبَاتِهِنَّ عَنْ أَشْكَالِ وَأَلْوَانِ خَاصَّةٍ لأَسَاوِرِهِنَّ تَعَجَّبَتْ «أمل» وَسَأَلَتْهَا: «يَا (سالي)، هَلْ تَقْصِدِينَ الإِثْنَيْنِ المُقْبِلَ أَمِ الَّذِي يَلِيهِ؟»، فَرَدَّتْ «سالي» بِكُلِّ ثِقَةٍ: «الإِثْنَيْنِ المُقْبِلُ بِالطَّبْعِ!».. قَالَتْ «أمل»: «وَلَكِنَّ العَدَدَ كَبِيرٌ ، هَلْ سَيَكُونُ لَدَيْكِ مُتَسَعٌ مِنَ الوَقْتِ لإِنْهَائِهَا؟»، وَمَرَّةً أَكَدَتْ لَهَا «سالي» أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ

وَطَوَالَ الأَيَّامِ التَّالِيَةِ قَضَتْ «سالي» مُعْظَمَ وَقْتِهَا بِغُرْفَتِهَا تَعْمَلُ عَلَى صُنْعِ الأَسَاوِرِ بَعْدَ أَنْ فَرَغَتْ مِنْ وَاجِبَاتِهَا المَدْرَسِيَّةِ ، وَلَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِهَا أَنْ تَنْضَمَّ إِلَى أُسْرَتِهَا لِقَضَاءِ الوَقْتِ مَعَهُمْ كَالمُعْتَادِ.. وَذَاتَ لَيْلَةٍ، وَفِي أَثْنَاءِ انْشِغَالِهَا، دَخَلَتْ أُخْتُهَا "دينا" لِتَطْمَئِنَّ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ لَهَا: «إِنَّنَا نَفْتَقِدُكِ يَا (سالي) ، فَلَمْ نَعُدْ نَقْضِي وَقْتَنَا مَعًا». قَالَتْ «سالي» دُونَ أَنْ تَنْظُرَ لأُخْتِهَا: «أَنَا مُنْشَغِلَةٌ جِدًّا هَذِهِ الأَيَّامَ»، فَذَهَبَتْ «دينا» لِوَالِدَتِهَا لِتُخْبِرَهَا بِأَنَّ «سالي» لَنْ تَنْضَمَّ إِلَيْهِمُ اليَوْمَ أَيْضًا.

شَعَرَتْ «سالي» بِالجُوعِ، فَقَامَتْ لِتَتَنَاوَلَ شَيْئًا وَأَخْرَجَتْ بَعْضَ الأَطْبَاقِ مِنَ الثَّلَاجَةِ، وَتَنَاوَلَتْ طَعَامَهَا وَهِيَ شَارِدَةٌ تُفَكِّرُ فِي أَنَّ غَدًا هُوَ آخِرُ فُرْصَةٍ ِللانْتِهَاءِ مِنْ صُنْعِ الأَسَاوِرِ لِصَدِيقَاتِهَا كَمَا وَعَدَتْهُنَّ لِذَا فَقَدْ عَادَتْ سَرِيعًا لِتُكْمِلَ بَقِيَّةَ الأَسَاوِرِ، وَحِينَ شَعَرَتْ بِالْإِرْهَاقِ قَامَتْ لِتَنَامَ وَهِيَ تَشْعُرُ بِالتَّوَتُرِ. فِي الصَّبَاحِ فُوجِنَّتْ «سالي» بِوَالِدَتِهَا وَهِيَ تَقُولُ لَهَا: «هَلْ أَخْرَجْتِ الأَطْبَاقَ مِنَ الثَّلاجَةِ بِالأَمْسِ؟»، فَقَالَتْ «سالي»: "نَعَمْ يَا أُمِّي"، قَالَتِ الأُمُّ فِي لَوْمٍ: «لَقَدْ تَرَكْتِ الطَّعَامَ خَارِجَ الثَّلاجَةِ وَقَدْ فَسَدَ!».. تَذَكَّرَتْ «سالي» أَنَّهَا قَامَتْ ِلاسْتِكْمَالِ عَمَلِهَا دُونَ أَنْ تُعِيدَ الأَطْبَاقَ إِلَى الثَّلاجَةِ، فَقَالَتْ لأُمِّهَا فِي أَسَف: «مَعْذِرَةً يَا أُمِّي وَلَكِنَّنِي كُنْتُ مُنْشَغِلَةٌ للغَايَةِ، فَاليَوْمَ فُرْصَتِي الأَخِيرَةُ حَتَّى أَفِي بِوَعْدِي لِصَدِيقَاتِي وَلَا يَزَالُ أَمَامِي الكَثِيرُ مِنَ العَمَلِ». IP 12 3

١٤ عِنْدَئِذٍ قَالَتِ الأُمُّ : «أَعْلَمُ أَنَّكِ كُنْتِ تَعْمَلِينَ بِجِدٌ طَوَالَ الأَيَّامِ المَاضِيَةِ، لَكِنَّكِ لَمْ تُقَدِّرِي الوَقْتَ اللَّازِمَ لِتِلْكَ المُهِمَّةِ جَيّدًا، كَمَا أَنَّكِ لَمْ تَلْتَفِتِي لِتَوْزِيعِ الوَقْتِ المُتَاحِ لَكِ، وَهُوَ مَا أَثَرَ عَلَى قِيَامِكِ بِبَقِيَّةِ مَهَامِّكِ وَقَضَاءِ الوَقْتِ مَعَنَا، يُعْجِبُنِي حَمَاسُكِ تِجَاهَ مَا تُحِبّينَهُ يَا (سالي).. وَلَكِنْ فِي رَأْيِكِ ، هَلْ تَقْدِيرُكِ للوَقْتِ لِصُنْعِ هَذَا العَدَدِ كُلِّهِ مِنَ الأَسَاوِرِ كَانَ كَافِيًا دُونَ أَنْ يُؤَثِّرَ عَلَى بَقِيَّةِ المَهَامِّ ؟!»، فَكَّرَتْ «سالي» قَلِيلًا، ثُمَّ قَالَتْ بِتَرَدُّدٍ: «كُنْتُ أَعْتَقِدُ ذَلِكَ، وَقَدْ أَخْطَأْتُ فِي تَقْدِيرِي للأَسَفِ». ابْتَسَمَتِ الأُمُّ وَشَرَحَتْ لِـ«سالي» أَنَّ حَمَاسَنَا تِجَاهَ الأَشْيَاءِ قَدْ يَقُودُنَا فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ إِلَى اتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ مُتَسَرِّعَةٍ قَدْ تُؤَدِّي بِنَا لِعَدَمِ الاعْتِدَالِ الَّذِي سَوْفَ يَجْعَلُنَا نَفْشَلُ الالتزام بِالارْتِبَاطَاتِ المُهِمَّةِ الأُخْرَى، وَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى عَدَمِ تَوَاذْنِ يَوْمِنَا وَعَدَمِ القُدْرَةِ عَلَى تَحْقِيقِ أَهْدَافِنَا كَمَا حَدَثَ مَعَكِ، وَلَكِنْ لَا تَقْلَقِي سَأُسَاعِدُكِ أَنَا وَأُخْتُكِ «دينا» حَتَّى تَفِي بِوَعْدِكِ.


